الأحد، 15 يناير 2017

فــي بر الوالدين

أخرج الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى قال الصلاة لوقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله . 

ومسلم: أقبل رجل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما .

والطبراني بسند جيد : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه قال هل بقي من والديك أحد قال أمي قال فاسأل الله في برها فإذا فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد.

وروى الطبراني: يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله قال أمك حية قال نعم قال صلى الله عليه وسلم إلزم رجلها فثم الجنة.

وابن ماجه : يا رسول الله ماحق الوالدين على ولدهما قال هما جنتك ونارك . 

وعن ابن ماجه والنسائي واللفظ له والحاكم وصححه : يارسول الله أردت أن اغزو وقد جئت أستشيرك فقال : هل لك أم قال نعم قال الزمها فإن الجنة عند رجلها.

وعن الترمذي وصححه عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلاً أتاه فقال : إن لي إمرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو أحفظه. وقال الترمذي حديث حسن صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان تحتي امرأة أحبها وكان عمر يكرهها فقال لي طلقها فأبيت فأتى عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكر ذلك له فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : طلقها.

وعن أحمد بسند صحيح : من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه .

وعن ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وصححه أن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولايرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر.

وفي رواية للترمذي وقال حسن غريب : لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر. والحاكم وصححه : عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك محقاً كان أو مبطلاً فإن لم يفعل لم يرد على الحوض.

وعن مسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه قيل من يا رسول الله قال من أدرك والديه عنده الكبر أو أحداهما ثم لم يدخل الجنة أو لا يدخلانه الجنة. 

وعن الطبراني بإسناد أحدهما حسن : صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال آمين آمين آمين ثم قال آتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من ادرك أحد أبويه ثم لم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين فقال يا محمد من ادرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل آمين قفلت آمين قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات دخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين . 

وعن الشيخان يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك.


وعن الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قدمت على أمي وهي راغبة أي عن الإسلام أو فيما عندي أفأصل أمي قال نعم صلي أمك.

وقال صلى الله عليه وسلم :(( رضا الله في رضا الوالدين أو قال الوالد وسخط الله في سخط الوالدين أو قال الوالد ومعصيته في معصية الوالدين أو قال الوالد)).
وفي أخرى للبزار : رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط الرب تبارك وتعالى في سخط الوالدين.

وعن الترمذي واللفظ لابن حبان في صحيحه : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال إني أذنبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة قال : هل لك أم قال لا قال فهل لك خالة قال نعم قال فبرها. وابن داود وابن ماجه : يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيئاً أبرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما أي الدعاء لهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما .

في بيان الكرسي والعرش وبيان الملائكة المقربين والأرزاق والتوكل

قال تعالى [ وَسِعَ كُرسِيهُ السماواتِ وَالأرضَ ] قيل كرسيه مجاز عن علمه سبحانه وتعالى وقيل ملكه وقيل الفلك المعروف .

روي عن علي كرم الله وجهه أن الكرسي لؤلؤة وطوله لا يعلمه إلا الله تعالى وفي الخبر ما السموات والأرضون السبع مع الكرسي إلا كحلقه في فلاة . وأخرج ابن ماجه أن السماوات في جوف الكرسي والكرسي بين يدي العرش.

وعن عكرمة قال الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي والعرش جزء من سبعين جزءاً من نور الستور يعني الحجب. وورد أن بين حملة العرش وحملة الكرسي سبعين حجاباً من ظلمة وسبعين حجاباً من نور كل حجاب مسيرة خمسمائة عام ولولا ذلك لاحترق حملة العرش من نورهم . والعرش جسم نوراني علوي فوق الكرسي خلافاً للحسن البصري قيل من ياقوتة حمراء وقيل من جوهرة خضراء وقيل من درة بيضاء وقيل من نور والأولى الإمساك عن القطع بحقيقته ويسميه الفلكيون بالفلك التاسع والفلك الأعلى وفلك الأفلاك والفلك الأطلس أي الخالي من الكواكب إذ كلها على ما قال قدماء أهل الهيئة ثوابت في الفلك الثامن المسمى عندهم بفلك البروج وعند أهل الشرع بالكرسي والعرش سقف من المخلوقات فلا شي يخرج من دائرته فهو منتهى علم العباد لا مجال للإدراك وراءه ولا مطلب لطالب فوقه قال تعالى [ فَإنْ تَوَلوْا فَقُل حَسْبِيَ اللهُ لا إله إلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكلْتُ وَهُوَ رَبُ العَرْشِ الْعَظِيم ] وصفه بالعظم لأنه أعظم المخلوقات وقد تحقق الرسول صلى الله عليه وسلم بالتوكل كما أمر ولذا سمي في التوراة وغيرها بالمتوكل كيف والتوكل فرع التوحيد والمعرفة وهو صلى الله عليه وسلم سيد الموحدين ورأس العارفين ولا ينافي التوكل الأخذ في الأسباب كما قد يتوهم بل هو أيضاً مأمور به فقد قال له صلى الله عليه وسلم أعرابي أأعقل ناقتي أم أتركها وأتوكل فقال أعقلها وتوكل . وقال صلى الله عليه وسلم (( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً أي جياعاً وتروح بطاناً أي شباعاً فأشار بقوله تغدوا إلى التسبب.))

حكاية : التقى إبراهيم بن أدهم وشقيق البلخي بمكة فقال له ابراهيم ما بدء أمرك الذي بلغك هذا قال مررت ببعض الفلوات فرأيت طيراً مكسور الجناحين في فلاة من الأرض فقلت انظر من اين يرزق هذا فقعدت بحذائه فإذا بطير قد أقبل في منقاره جراده فوضعها في منقار الطير المكسور الجناحين فقلت لنفسي إن الذي قيض هذا الطير لهذا الطير قادر على أن يرزقني حيث كنت فتركت التكسب واشتغلت بالعبادة فقال ابراهيم ولم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم العليل حتى تكون أفضل منه أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم (( اليد العليا خير من اليد السفلى )). وعلى العلامة المؤمن ان يطلب أعلى

  

حِكَم لقمان عليه السلام

قال تعالى : [ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ] .

وقال تعالى : [ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ] .

وصايا لقمان لابنـــه

يا بني : ما ندمت على السكوت قط .

يا بني : اعتــزل الشر يعتزلك ، فإن الشر للشــر خلق ..

يا بني : عود لسانك : اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لا يـــرد فيها سائـــلاً .

يا بني : اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الأربــاح من غير تجـــارة ..

يا بني : لا تكثر النوم والأكل ، فإن من أكثر منهما جاء يوم القيامة مفلسا من الأعمال الصالحة ..

يا بني : بئراً شربت منـــه ، لا تــــرمي فيه حجــــــراً ...

يا بني : عصفور في قدرك خير من ثــــور في قدْر غيرك ...

يا بني : شئيان إذا حفظتهما لا تبالي بما صنعت بعدهما دينك لمعادك ، ودرهمك لمعاشك .

يا بني : إنه لا أطيب من القلب واللسان إذا صلحــا ، ولا أخبث منهما إذا فسدا .

يا بني : لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فإنك لم تخلق لها ..

يا بني : لا تضحك من غير عجب ، ولا تسأل عما لا يعنيــك ..

يا بني : إنه من يرحم يُرحم ، ومن يصمت يسلم ، ومن يقل الخير يغنم ، ومن لا يملك لسانه يندم ..

يا بني : زاحم العلماء بركبتيك ، وأنصت لهم بأذنيك ، فإن القلب يحيا بنور العلماء .

يا بني : مررت على كثير من الأنبياء فاستفدت منهم عدة أشيــــــاء :

يا بني : إذا كنت في صلاة فاحفــــظ قلبك .

يا بني : وإذا كنت في مجلس الناس فاحفظ لسانك ..

يا بني: وإذا كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك ..

يا بني: وإذا كنت على الطعــام فاحفظ معدتك ..

يا بني : واثــنــتـــان لا تذكرهمـــا أبدأ :

إســـــــــــــاءة الناس إليك

--- وإحسانك للناس