الاثنين، 25 أكتوبر 2010

في الرياضة والشهوة النفسانية

أوحى الله إلى موسى عليه السلام : يا موسى إن أردت إن اردت أن أكون أقرب إليك من كلامك إلى لسانك ومن وسوسة قلبك إلى قلبك ومن روحك إلى بدنك ومن نور بصرك إلى عينيك ومن سمعك إلى أذنك فأكثر من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى [ ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد ] <سورة الحشر> . يعني ما عملت في يوم القيامة. اعلم ايها الانسان أ ن النفس أمارة بالسوء هي أعدى لك من ابليس وإنما يتقوى عليك الشيطان بهوى النفس وشهواتها فلا تغرنك نفسك بالأماني والغرور لأن طبع النفس الأمن والغفلة والراحة والفترة والكسل فدعواها باطل وكل شي منها غرور , وإن رضيت عنها واتبعت هواها هلكت وإن غفلت عن محاسبتها غرقت وإن عجزت عن مخالفتها واتبعت هواها قادتك الى النار , وليس للنفس مرجوع إلى الخير وهي رأس البلايا ومعدن الفضيحة وهي خزانة إبليس ومأوى كل شر لا يعرفها إلا خالقها واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون يعني من الخير والشر وإذا تفكر العبد فيما مضى من عمره في طلب آخرته كان هذا التفكر غُسل القلب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : تَفَكٌرُ ساعةٍ خيرٌ من عبادة سنة. فينبغي للعاقل أن يتوب إلى الله من الذنوب الماضيه  ويتفكر فيما يقربه وينجو به في الدار الاخرة ويقصر الأمل ويعجل بالتوبة ويذكر الله تعالى ويترم المناهي ويصبر نفسه ولا يتبع الشهوات النفسانية فالنفس صنم . فمن عبد النفس فهو يعبد الصنم ومن عبد الله بالأخلاص فهو الذي قهر نفسه.

وروي أن مالك بن دينار كان يمشي في سوق البصرة فرأى التين فاشتهاه فخلع نعله وأعطاه البقال وقال أعطني التين فرأى البقال النعل وقال لا يساوي شيئا فمضى مالك , فقيل للبقال أليس تعرف من هذا ؟ قال لا قيل هو مالك بن دينار فحمل البقال الطبق على رأس غلامه وقال له إن قبل هذا منك فأنت حر فعدا الغلام خلف مالك بن دينار وقال له أقبل هذا مني فأبى فقال العبد أقبل فأنه فيه تحريري فقال له مالك ين دينار إن كان فيه تحريرك ففيه تعذيبي فألح الغلام عليه فقال مالك بن دينار حلفت أن لا أبيع الدين بالتين ولا آكل التين إلى يوم الدين.

قال سليمان بن داود عليهما السلام إن القاهر لنفسه أشد ممن يفتح المدينة وحده. وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ما أنا ونفسي إلا كراعي غنم كلما ضمها من جانب انتشرت من جانب آخر من أمات نفسه يلف في كفن الرحمة ويدفن في أرض الكرامة ومن أمات قلبه يموت في كفن اللعنة ودفن في أرض العقوبة.

قال أبو بكر مرضي الله عنه ما شبعت منذ أسلمت لأجد حلاوة عبادة ربي وما رويت منذ اسلمت اشتياقاً إلى لقاء ربي لأن في كثرة الأكل قلة العبادة لأنه إذا اكثر الأنسان الأكل ثقل بدنه وغلبته عيناه وفترت اعضاؤه فلا يجئ منه شي وإن اجتهد إلا النوم فيكون كالجيفة الملقاة كذا في منهاج العابدين.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلب يموت كالزرع إذا كثر عليه الماء . و أكثر العلماء قالوا ان الاكل الكثير يؤدي إلى قلة الفهم والعلم فإن البطنة تذهب الفطنة.

حكي عن يحيى عليه السلام  أن ابليس بدا له وعليه معاليق فقال له يحيى ماهذه قال الشهوات التي أصيد بها بني آدم قال يحيى هل تجد لي فيها شيئاً قال لا إلا أنك شبعت ذات ليلة فثقلناك عن الصلاة قال يحيى عليه السلام لا جرم أني لا أشبع بعدها أبداً فقال إبليس لا جرم أني لا أنصح احداً أبداً. فهذه فيمن لم يشبع في عمره إلا ليلة فكيف بمن لا يجوع في عمره ليلة ثم يطمع في العبادة. وقيل أيضاً عن يحيى عليه السلام أنه شبع فيها تلك الليلة فنام عن ورده فأوحى الله تعالى إليه يا يحيى هل وجدت داراً هي خيراً لك من داري أو وجدت جواراً هو خيرٌ لك من جواري .... وعزتي وجلالي لو اطلعت على الفردوس واطلعت على جهنم اطلاعة لبكيت صديد وللبست الحديد بدل المسوح.

(( وقل ربي زدني علماً ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حِكَم لقمان عليه السلام

قال تعالى : [ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ] .

وقال تعالى : [ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ] .

وصايا لقمان لابنـــه

يا بني : ما ندمت على السكوت قط .

يا بني : اعتــزل الشر يعتزلك ، فإن الشر للشــر خلق ..

يا بني : عود لسانك : اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لا يـــرد فيها سائـــلاً .

يا بني : اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الأربــاح من غير تجـــارة ..

يا بني : لا تكثر النوم والأكل ، فإن من أكثر منهما جاء يوم القيامة مفلسا من الأعمال الصالحة ..

يا بني : بئراً شربت منـــه ، لا تــــرمي فيه حجــــــراً ...

يا بني : عصفور في قدرك خير من ثــــور في قدْر غيرك ...

يا بني : شئيان إذا حفظتهما لا تبالي بما صنعت بعدهما دينك لمعادك ، ودرهمك لمعاشك .

يا بني : إنه لا أطيب من القلب واللسان إذا صلحــا ، ولا أخبث منهما إذا فسدا .

يا بني : لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فإنك لم تخلق لها ..

يا بني : لا تضحك من غير عجب ، ولا تسأل عما لا يعنيــك ..

يا بني : إنه من يرحم يُرحم ، ومن يصمت يسلم ، ومن يقل الخير يغنم ، ومن لا يملك لسانه يندم ..

يا بني : زاحم العلماء بركبتيك ، وأنصت لهم بأذنيك ، فإن القلب يحيا بنور العلماء .

يا بني : مررت على كثير من الأنبياء فاستفدت منهم عدة أشيــــــاء :

يا بني : إذا كنت في صلاة فاحفــــظ قلبك .

يا بني : وإذا كنت في مجلس الناس فاحفظ لسانك ..

يا بني: وإذا كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك ..

يا بني: وإذا كنت على الطعــام فاحفظ معدتك ..

يا بني : واثــنــتـــان لا تذكرهمـــا أبدأ :

إســـــــــــــاءة الناس إليك

--- وإحسانك للناس