التوبة واجبة على كل مسلم ومسلمة قال تعالى [ تُوبُوا إلى الله تَوبَةً نصُوحاً ] والأمر للوجوب . قال تعالى [ ولا تكُونُوا كاَلذين نَسُوا الله ] يعني عاهدوا الله ونبذوا كتابه وراء ظهورهم [ فَأنسَاهُم أنفُسَهُم ] يعني أنساهم حالهم حتى لم ينهوا أنفسهم ولم يقدموا لها خيراً . قال صلى الله عليه وسلم : (( من أحب لقاء الله أحب لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه )) قال تعالى [ أولئِك هُمُ الفَاسِقُونَ ] يعني العاصون الناقضون عهدهم أي الخارجون عن طريق الهداية والرحمة والمغفرة , والفاسق على نوعين فاسق كافر وفاسق فاجر , فالفاسق الكافر هو من لم يؤمن بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وخرج عن الهداية ودخل في الضلالة كما قال الله تعالى [ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبهِ ] يعني خرج عن طاعة أمر ربه بالإيمان , والفاسق الفاجر هو الذي يشري الخمر ويأكل الحرام ويزني ويعصي الله تعالى ويخرج من طريق العبادة ويدخل في المعصية ولا يأتي بالشرك , والفرق بينهما أن الفاسق الكافر لا يرجى غفرانه بالتوبة إلا بالشهادة والتوبة قبل الموت , والفاسق الفاجر يرجى غفرانه بالتوبة والندامة قبل الموت فإن كل معصية أصلها من الشهوة النفسية يرجى غفرانها وكل معصية أصلها من الكبر لا يرجى غفرانها , ومعصية إبليس كان أصلها من الكبر فينبغي لك أن تتوب من ذنوبك قبل الموت رجاء أن يقبلك الله كما قال تعالى [ وَهُوَ الذي يَقبَلُ التوبَةَ عَن عِبَادِهِ ويَعَفُو عن السيئاتِ ] الآية .... يعني يتجاوز عما عملوا بقبوله التوبة . وقال صلى الله عليه وسلم : (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )).
وذكر أبو هريرة رضي الله عنه قال خرجت ذات ليلة بعدما صليت العشاء الآخرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بامرأة في الطريق فقالت أبا هريرة إني ارتكبت ذنباً فهل لي من توبة فقلت وما ذنبك قال إني زنيت وقتلت ولدي من الزنا فقلت لها هلكت وأهلكت والله مالك من توبة فخرت مغشياً عليها فقلت في نفسي أفتي رسول الله عليه الصلاة والسلام بين أظهرنا فرجعت إليه فأخبرته بذلك فقال هلكت وأهلكت فأين أنت من هذه الآيه [ والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ] إلى قوله [ فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ]<سورة الفرقان> الآية... فخرجت وقلت من يدلني على امرأة سألتني مسئلة والصبيان يقولون جن أبو هريرة حتى أدركتها وأخبرتها بذلك فشهقت شهقة من السرور وقالت إن لي حديقة جعلتها صدقة لله ورسوله.
حكي عن عتبه الغلام رحمه الله تعالى وكان من أهل الفسق والفجورمشهوراً بالفساد وشرب الخمر فدخل يوما في مجلس الحسن البصري وهو يقرأ في تفسير قوله تعالى [ أَلَم يَأنِ للذِينَ آمنُوا أن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذكِر اللهِ ]<سورة الحديد> يعني ألم يجيء وقت تخاف قلوبهم ؟؟ فوعظ الشيخ في تفسيره هذه الآيه وعظاً بليغاً حتى أبكى الناس , فقام من بينهم الشاب فقال يا تقي المؤمنين أيقبل الله تعالى الفاسق الفاجر مثلي إذا تاب ؟ فقال الشيخ نعم يقبل الله توبة فسقك وفجورك فلما سمع عتبة الغلام هذا الكلام اصفر وجهه وارتعدت فرائصه ثم دنا منه الحسن البصري وقال هذه الابيات :
أيـا شـابـاً لرب الـعرش عاصـي أتـدري مـا جزاء ذوي المعاصـي
ســعــيــر لـلـعـصـاة لـهـا زفـيـر وغـيـظ يـوم يـؤخـذ بـالـنـواصـي
فإن تصبر على النيران فأعصه إلا كـن عـن الـعـصـيـان قـاصـي
وفـيـمـا قـد كـسـبـت من الخطايا رهنت النفس فاجهد في الخلاص
فصاح عتبة صيحة عظيمة وخر مغشياً عليه فلما أفاق قال يا شيخ هل يقبل الرب الرحيم توبة لئيم مثلي؟ فقال الشيخ هل يقبل توبة العبد الجافي إلا الرب المعافي ؟ ثم رفع رأسه ودعا ثلاث دعوات : الأولى قال آلهي إن كنت قد قبلت توبتي وغفرت ذنوبي فأكرمني بالفهم والحفظ حتى أحفظ كل ما سمعت من العلم والقرآن , والثانية : قال آلهي أكرمني بحسن الصوت حتى أن كل من سمع قراءتي يزداد رقة في قلبه وإن كان قاسي القلب , والثالثة : قال آلهي أكرمني بالرزق الحلال من حيث لا أحتسب . فاستجاب الله له جميع دعائه حتى زاد فهمه وحفظه وكان إذا قرأ القرآن تاب كل من سمع قراءته . وكان يوضع في بيته كل يوم قصعة من المرق ورغيفان ولا يدري أحد من يضعها وكان على هذه الحال حتى فارق الدنيا .... وهذا حال من أناب إلى الله تعالى , لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وذكر أبو هريرة رضي الله عنه قال خرجت ذات ليلة بعدما صليت العشاء الآخرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بامرأة في الطريق فقالت أبا هريرة إني ارتكبت ذنباً فهل لي من توبة فقلت وما ذنبك قال إني زنيت وقتلت ولدي من الزنا فقلت لها هلكت وأهلكت والله مالك من توبة فخرت مغشياً عليها فقلت في نفسي أفتي رسول الله عليه الصلاة والسلام بين أظهرنا فرجعت إليه فأخبرته بذلك فقال هلكت وأهلكت فأين أنت من هذه الآيه [ والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ] إلى قوله [ فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ]<سورة الفرقان> الآية... فخرجت وقلت من يدلني على امرأة سألتني مسئلة والصبيان يقولون جن أبو هريرة حتى أدركتها وأخبرتها بذلك فشهقت شهقة من السرور وقالت إن لي حديقة جعلتها صدقة لله ورسوله.
حكي عن عتبه الغلام رحمه الله تعالى وكان من أهل الفسق والفجورمشهوراً بالفساد وشرب الخمر فدخل يوما في مجلس الحسن البصري وهو يقرأ في تفسير قوله تعالى [ أَلَم يَأنِ للذِينَ آمنُوا أن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذكِر اللهِ ]<سورة الحديد> يعني ألم يجيء وقت تخاف قلوبهم ؟؟ فوعظ الشيخ في تفسيره هذه الآيه وعظاً بليغاً حتى أبكى الناس , فقام من بينهم الشاب فقال يا تقي المؤمنين أيقبل الله تعالى الفاسق الفاجر مثلي إذا تاب ؟ فقال الشيخ نعم يقبل الله توبة فسقك وفجورك فلما سمع عتبة الغلام هذا الكلام اصفر وجهه وارتعدت فرائصه ثم دنا منه الحسن البصري وقال هذه الابيات :
أيـا شـابـاً لرب الـعرش عاصـي أتـدري مـا جزاء ذوي المعاصـي
ســعــيــر لـلـعـصـاة لـهـا زفـيـر وغـيـظ يـوم يـؤخـذ بـالـنـواصـي
فإن تصبر على النيران فأعصه إلا كـن عـن الـعـصـيـان قـاصـي
وفـيـمـا قـد كـسـبـت من الخطايا رهنت النفس فاجهد في الخلاص
فصاح عتبة صيحة عظيمة وخر مغشياً عليه فلما أفاق قال يا شيخ هل يقبل الرب الرحيم توبة لئيم مثلي؟ فقال الشيخ هل يقبل توبة العبد الجافي إلا الرب المعافي ؟ ثم رفع رأسه ودعا ثلاث دعوات : الأولى قال آلهي إن كنت قد قبلت توبتي وغفرت ذنوبي فأكرمني بالفهم والحفظ حتى أحفظ كل ما سمعت من العلم والقرآن , والثانية : قال آلهي أكرمني بحسن الصوت حتى أن كل من سمع قراءتي يزداد رقة في قلبه وإن كان قاسي القلب , والثالثة : قال آلهي أكرمني بالرزق الحلال من حيث لا أحتسب . فاستجاب الله له جميع دعائه حتى زاد فهمه وحفظه وكان إذا قرأ القرآن تاب كل من سمع قراءته . وكان يوضع في بيته كل يوم قصعة من المرق ورغيفان ولا يدري أحد من يضعها وكان على هذه الحال حتى فارق الدنيا .... وهذا حال من أناب إلى الله تعالى , لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
(( وقل ربي زدني علماً ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق