الخميس، 28 أكتوبر 2010

فــي نــســيــان الله تــعــالــى والــفــسق والــنـفــاق

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المؤمن والمنافق فقال المؤمن همه في الصلاة والصيام والمنافق همه في الطعام والشرب كالبهيمه وترك العبادة والصلاة والمؤمن مشغول بالصدقة وطلب المغفرة , والمنافق مشغول بالحرص والأمل , والمؤمن آيس من كل أحد إلا من الله والمنافق راج لكل أحد الا الله , والمؤمن يقدم ماله دون دينه والمنافق يقدم دينه دون ماله, والمؤمن آمن من كل أحد الا من الله والمنافق خائف من كل احد الا من الله والمؤمن يحسن ويبكي , والمنافق يسيء ويضحك والمؤمن يحب الخلوة والوحدة , والمنافق يحب الخلطة والملأ , والمؤمن يزرع ويخشى الفساد والمنافق يقلع ويرجوا الحصاد والمؤمن يأمر وينهى عن المنكر ويصلح , والمنافق ينهى بالمعروف ويامر بالمنكر كما قال الله تعالى [ المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ] <سورة التوبة>  . وقال تعالى [ إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً ] الآية... يعني ان ماتوا على كفرهم ونفاقهم فبدأ بالمنافقين لأنهم شر من الكفار وجعل مأواهم جميعاً النار وقال تعالى [ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً ] <سورة النساء> الآيه... والمنافق اشتقاقه في اللغه نافقاء اليربوع ويقال إن لليربوع حجرتين إحداهما النافقاء والاخرى القاصعاء فيظهر نفسه في إحداهما ويخرج من الأخرى , ولهذا سمي المنافق منافقاً لانه يظهر نفسه أنه مسلم ويخرج من الاسلام إلى الكفر.

وفي الحديث : مثل المنافق كمثل الشاة ترى بين قطيعين من الغنم تارة تسير إلى هذا القطيع وتارة إلى هذا القطيع ولا تسكن في لواحد منهما لأنها غريبة ليست منهما . وكذلك المنافق لا يستقر مع المسلمين بالكلية ولا مع الكافرين.

إن الله خلق النار ولها سبعة أبواب كما قال الله تعالى [ لها سبعة أبواب ]<سورة الحجر> الآيه... من حديد مطبقة باللعنة وعليها ظهارة النحاس وبطانة الرصاص في أصلها العذاب وفوقها السخط وأرضها من نحاس وزجاج وحديد ورصاص , النار من فوق أهلها النار من تحتهم  والنار عن أيمانهم وشمائلهم , طبقاتها بعضها فوق بعض أعد للمنافقين منها الدرك الأسفل . وجاء في الخبر ان جبريل أتى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : يا جبريل صف لي النار وحرها فقال ان الله عز وجل خلق النار فأوقدها ألف عام حتى احمرت ثم أوقدها ألف عام حتى أبيضت ثم أوقدها ألف عام حتى فهي سوداء مظلمة والذي بعثك بالحق نبياً لو أن ثوباُ من ثياب أهل النار ظهر لأهل الأرض لماتوا جميعاً ولو أن دلواً من شرابها صب على ماء الأرض جميعه لقتل من ذاقه ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله تعالى بقوله [ في سلسلةٍ ذرعها سبعون ذراعاً ] الآية ... كل ذراع طوله من المشرق إلى المغرب لو وضع على جبال الدنيا لذابت ولو أن رجلاً دخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه. وسأل صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فقال ياجبريل صف لي أبواب جهنم أهي كأبوابنا هذه فقال يا رسول الله لا ولكنها طباق بعضها أسفل من بعض , من الباب إلى الباب مسيرة سبعين سنة كل باب منها أشد حراً من الذي يليه بسبعين ضعفاً . وسأله أيضاً عن سكان هذه الأبواب فقال أما الأسفل ففيه المنافقون واسمه الهاوية كما قال تعالى [ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار] والباب الثاني فيه المشركون واسمه الجحيم , والباب الثالث فيه الصائبون واسمه سقر, والباب الرابع فيه إبليس عليه لعنة الله ومن تبعه من المجوس واسمه لظى , والباب الخامس فيه اليهود واسمه الحطمة , والباب السادس فيه النصارى واسمه السعير , ثم أمسك جبريل عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تخبرني عن سكان الباب السابع فقال جبريل يا محمد لا تسألني عنه فقال له أخبرني عنه فقال فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا .

روي أنه لما نزل الله تعالى [ وإن منكم إلا وارِدُها ] اشتد خوفه صلى الله عليه وسلم على أمته وبكى بكاءً شديداً فالعارف الله بشدة سطوته وقهره يخافه خوفاً شديداً ويبكي على نفسه وتفريطه قبل أن يرى هذه الشدائد ويعاين هذه الدار المخوفة وقبل أن تنتهك الأستار ويعرض على المنتقم الجبار ويؤمر به أهل النار , فكم من شيخ ينادي في النار واشيبتاه , وكم من شاب ينادي في النار واشباباه , وكم من امرأة تنادي في النار وافضيحتاه واهتك ستراه وقد اسودت وجوههم واجسادهم وانكسرت ظهورهم فلا يكرم كبيرهم ولا يرحم صغيرهم ولا تستر نساؤهم . اللهم أجرنا من النار ومن عذاب النار ومن كل عمل يقربنا إلى النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار برحمتك يا عزيز يا غفار اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا وأقلنا من عثراتنا ولا تفضحنا بين يديك يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.  

(( وقل ربي زدني علماً )) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حِكَم لقمان عليه السلام

قال تعالى : [ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ] .

وقال تعالى : [ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ] .

وصايا لقمان لابنـــه

يا بني : ما ندمت على السكوت قط .

يا بني : اعتــزل الشر يعتزلك ، فإن الشر للشــر خلق ..

يا بني : عود لسانك : اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لا يـــرد فيها سائـــلاً .

يا بني : اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الأربــاح من غير تجـــارة ..

يا بني : لا تكثر النوم والأكل ، فإن من أكثر منهما جاء يوم القيامة مفلسا من الأعمال الصالحة ..

يا بني : بئراً شربت منـــه ، لا تــــرمي فيه حجــــــراً ...

يا بني : عصفور في قدرك خير من ثــــور في قدْر غيرك ...

يا بني : شئيان إذا حفظتهما لا تبالي بما صنعت بعدهما دينك لمعادك ، ودرهمك لمعاشك .

يا بني : إنه لا أطيب من القلب واللسان إذا صلحــا ، ولا أخبث منهما إذا فسدا .

يا بني : لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فإنك لم تخلق لها ..

يا بني : لا تضحك من غير عجب ، ولا تسأل عما لا يعنيــك ..

يا بني : إنه من يرحم يُرحم ، ومن يصمت يسلم ، ومن يقل الخير يغنم ، ومن لا يملك لسانه يندم ..

يا بني : زاحم العلماء بركبتيك ، وأنصت لهم بأذنيك ، فإن القلب يحيا بنور العلماء .

يا بني : مررت على كثير من الأنبياء فاستفدت منهم عدة أشيــــــاء :

يا بني : إذا كنت في صلاة فاحفــــظ قلبك .

يا بني : وإذا كنت في مجلس الناس فاحفظ لسانك ..

يا بني: وإذا كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك ..

يا بني: وإذا كنت على الطعــام فاحفظ معدتك ..

يا بني : واثــنــتـــان لا تذكرهمـــا أبدأ :

إســـــــــــــاءة الناس إليك

--- وإحسانك للناس