قال الله سبحانه وتعالى [ فَإن تَوَلوا ] أي أعرضوا عن طاعة الله ورسوله قال تعالى [ فإن الله لا يحب الكافرين ] يعني لا يغفر لهم ولا يقبل توبتهم كما لم يقبل توبة إبليس لكفره وإستكباره . وتاب على آدم عليه السلام وقبل توبته لانه أقر على نفسه بالذنب وندم عليه ولام نفسه وهذا وإن لم يكن ذنباً حقيقة لأن الانبياء معصومون لا تقع منهم المعصية أبداً لا قبل النبوة ولا بعدها على الصحيح لكنه على صورة ذنب ولذلك قال هو وحواء عليهما السلام [ رَبنا ظَلَمنا أنفُسَنا وإن لم تَغفِر لَنَا وَتَرحَمنا لَنَكُونَن مِنَ الخاسِرِينَ ] فندم عليه السلام وأسرع بالتوبة ولم يقنط من رحمة الله تعالى كما قال الله تعالى [ لَا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللهِ ] وإبليس لم يقر على نفسه بالذنوب ولم يندم عليها ولم يلم نفسه ولم يسرع بالتوبة وقنط من رحمة الله تعالى وتكبر . فمن كان حاله مثل حال إبليس لم تقبل توبته , ومن كان حاله مثل حال آدم عليه السلام قبل الله توبته لأن كل معصية أصلها من الشهوة فإنه يرجى غفرانها وكل معصية أصلها من الكبر فإنه لا يرجى غفرانها ومعصية آدم أصلها من الشهوة ومعصية إبليس أصلها من الكبر.
حكي أن إبليس جاء إلى موسى عليه السلام فقال له أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليماً ؟ فقال له موسى نعم فما الذي تريد يا هذا ومن أنت ؟ فقال إبليس يا موسى قل لربك خلقٌ من خلقك قد سألك التوبة , فأوحى الله إلى موسى قل له إني قد إستجبت لك فيما سألت ومره أن يسجد لقبر آدم فإذا سجد له قبلت توبته وغفرت له ذنوبه فأخبره موسى فغضب إبليس واستكبر وقال يا موسى انا لم أسجد له في الجنة فكيف أسجد له وهو ميت.
روي أن إبليس يشتد عليه العذاب في النار فيقال له كيف وجدت عذاب الله ؟ فيقول أشد مايكون فقال له إن آدم في رياض الجنة فاسجد له واعتذر حتى يغفر لك فيأبى فيشتد عليه العذاب بقدر عذاب أهل النار سبعين ألف ضعف . وجاء في الخبر أن الله تعالى يخرج إبليس من النار كل مائة الف سنة ويخرج آدم فيأمره بالسجود له فيأبى ثم يرده إلى النار.
إخواني إن أردتم النجاة من إبليس فاعتصموا بالمولى واستعيذوا به . إذا كان يوم القيامة يوضع كرسي من النار فيقعد عليه إبليس عليه اللعنة فتجتمع الشياطين والكفار عنده وله صوت كصوت الحمار ينهق ويقول ياأهل النار كيف وجدتم اليوم ما وعد ربكم قالوا حقاً ثم يقول هذا يوم أيست فيه من الرحمة فيأمر الله تعالى الملائكة أن يضربوه ومن تبعه بمقامع من نار فيهوون فيها أربعين سنة فلا يسمعون الأمر بالخروج أبد الأبد نعوذ بالله منها . وورد أنه يؤتى بإبليس يوم القيامة فيؤمر به أن يجلس على كرسي من نار وعلى عنقه طوق اللعنة ويأمر الله عز وجل الزبانية أن يجروه عن الكرسي ويلقوه في النار فيتعلقون به ليلقوه فلا يقدرون ثم يأمر الله تعالى جبريل مع ثمانين ألف ملك فلا يقدرون ثم يأمر إسرافيل ثم عزرائيل أيضاً ومع كل واحد منهما ثمانون ألف ملك فلا يقدرون فيقول الله تعالى لهم لو أجتمع عليه أضعاف ما خلقت من الملائكة لما قدروا على أن ينقلوه وطوق اللعنة على عنقه .
وروي أن إبليس كان إسمه في سماء الدنيا العابد والثانية الزاهد والثالثة العارف والرابعة الولي والخامسة التقي والسادسة الخازن وفي السابعة عزازيل وفي اللوح المحفزظ إبليس وهو غافل عن عاقبة أمره فأمره الله أن يسجد لآدم فقال أتفضله علي وأنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فقال تعالى أنا أفعل ما أشاء فرأى لنفسه شرفاً فولى آدم ظهره أنفة وكبراً وانتصب قائماً إلى أن سجدت الملائكة المدة المارة فلما رفعوا رؤوسهم ورأوه لم يسجد وهم قد وقفوا للسجود سجدوا ثانياً شكراً وهو قائم يرى معرضاً عنهم غير عازم على الاتباع ولا نادم على الامتناع فمسخه الله من الصورة البهية فنكسه كالخنزير وجعل رأسه كرأس البعير وصدره كسنام الجمل الكبير ووجهه بينهما كوجه القرد وعينيه مشقوقتين في طول وجهه ومنخريه مفتوحتين ككوز الحجام وشفتيه كشفتي الثور وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وفي لحيته سبع شعرات وطرده من الجنة بل من السماء بل من الأرض إلى الجزائر فلا يدخل الشيطان الأرض إلا خفية ولعنه إلى يوم الدين لأنه صار من الكافرين . انظر كان بهي الصورة رباعي الأجنحة كثير العلم كثير العبادة طاووس الملائكة وأعظمهم , سيد الكروبيين إلى غير ذلك فلم يغن ذلك عنه شيئاً , إن في ذلك لذكرى.
وفي الأثر لما مكر بإبليس بكى جبريل وميكائيل فقال الله لهما : ما يبكيكما قالا ربنا ما أمنا مكرك فقال الله تعالى هكذا كونا لا تأمنا مكري . قال تعالى [ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ] .
وروي أن إبليس قال رب أخرجتني من الجنة لآجل آدم وأنا لا أقدر عليه إلا بتسليطك قال أنت مسلط عليه أي على أولاده لعصمة الأنبياء منه قال زدني قال لا يولد له ولد إلا ولد لك مثلاه قال زدني قال صدورهم مساكن لك تجري فيها مجرى الدم قال زدني قال أجلب عليهم بخيلك ورجلك أي استعن بأعوانك من راكب وماش وشاركهم في الأموال أي بحملهم على كسبها وصرفها في الحرام والأولاد أي بالحث على التوصل إليهم بالسبب المحرم كالوطء في الحيض والإشراك فيهم بتسميتهم بنحو عبد العزى والتضليل بالحمل على الاديان الباطلة والحرف الذميمة والأفعال القبيحة وعدهم المواعيد الباطلة كشفاعة الآلهة والاتكال على كرامة الآباء وتأخير التوبة بطول الأمل وهذا على طريق التهديد كاعملوا ما شئتم فقال آدم يا رب قد سلطته علي فلا أمتنع منه إلا بك قال لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه من الملائكة قال زدني قال الحسنة بعشر أمثالها قال زدني قال أغفر لهم ولا أبالي قال أكتفيت فقال إبليس يا رب جعلت في بني آدم الرسل وأنزلت عليهم الكتب فما رسلي قال الكهان قال فما كتبي قال الوشم قال فما حديثي قال الشعر قال فما مؤذني قال المزمار قال فما مسجدي قال الأسواق قال فما بيتي قال الحمام قال فما طعامي قال الذي لايذكر عليه اسمي قال فما شرابي قال السكر قال فما مصايدي قال النساء انتهى.
(( وقل ربي زدني علماً ))
حكي أن إبليس جاء إلى موسى عليه السلام فقال له أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليماً ؟ فقال له موسى نعم فما الذي تريد يا هذا ومن أنت ؟ فقال إبليس يا موسى قل لربك خلقٌ من خلقك قد سألك التوبة , فأوحى الله إلى موسى قل له إني قد إستجبت لك فيما سألت ومره أن يسجد لقبر آدم فإذا سجد له قبلت توبته وغفرت له ذنوبه فأخبره موسى فغضب إبليس واستكبر وقال يا موسى انا لم أسجد له في الجنة فكيف أسجد له وهو ميت.
روي أن إبليس يشتد عليه العذاب في النار فيقال له كيف وجدت عذاب الله ؟ فيقول أشد مايكون فقال له إن آدم في رياض الجنة فاسجد له واعتذر حتى يغفر لك فيأبى فيشتد عليه العذاب بقدر عذاب أهل النار سبعين ألف ضعف . وجاء في الخبر أن الله تعالى يخرج إبليس من النار كل مائة الف سنة ويخرج آدم فيأمره بالسجود له فيأبى ثم يرده إلى النار.
إخواني إن أردتم النجاة من إبليس فاعتصموا بالمولى واستعيذوا به . إذا كان يوم القيامة يوضع كرسي من النار فيقعد عليه إبليس عليه اللعنة فتجتمع الشياطين والكفار عنده وله صوت كصوت الحمار ينهق ويقول ياأهل النار كيف وجدتم اليوم ما وعد ربكم قالوا حقاً ثم يقول هذا يوم أيست فيه من الرحمة فيأمر الله تعالى الملائكة أن يضربوه ومن تبعه بمقامع من نار فيهوون فيها أربعين سنة فلا يسمعون الأمر بالخروج أبد الأبد نعوذ بالله منها . وورد أنه يؤتى بإبليس يوم القيامة فيؤمر به أن يجلس على كرسي من نار وعلى عنقه طوق اللعنة ويأمر الله عز وجل الزبانية أن يجروه عن الكرسي ويلقوه في النار فيتعلقون به ليلقوه فلا يقدرون ثم يأمر الله تعالى جبريل مع ثمانين ألف ملك فلا يقدرون ثم يأمر إسرافيل ثم عزرائيل أيضاً ومع كل واحد منهما ثمانون ألف ملك فلا يقدرون فيقول الله تعالى لهم لو أجتمع عليه أضعاف ما خلقت من الملائكة لما قدروا على أن ينقلوه وطوق اللعنة على عنقه .
وروي أن إبليس كان إسمه في سماء الدنيا العابد والثانية الزاهد والثالثة العارف والرابعة الولي والخامسة التقي والسادسة الخازن وفي السابعة عزازيل وفي اللوح المحفزظ إبليس وهو غافل عن عاقبة أمره فأمره الله أن يسجد لآدم فقال أتفضله علي وأنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فقال تعالى أنا أفعل ما أشاء فرأى لنفسه شرفاً فولى آدم ظهره أنفة وكبراً وانتصب قائماً إلى أن سجدت الملائكة المدة المارة فلما رفعوا رؤوسهم ورأوه لم يسجد وهم قد وقفوا للسجود سجدوا ثانياً شكراً وهو قائم يرى معرضاً عنهم غير عازم على الاتباع ولا نادم على الامتناع فمسخه الله من الصورة البهية فنكسه كالخنزير وجعل رأسه كرأس البعير وصدره كسنام الجمل الكبير ووجهه بينهما كوجه القرد وعينيه مشقوقتين في طول وجهه ومنخريه مفتوحتين ككوز الحجام وشفتيه كشفتي الثور وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وفي لحيته سبع شعرات وطرده من الجنة بل من السماء بل من الأرض إلى الجزائر فلا يدخل الشيطان الأرض إلا خفية ولعنه إلى يوم الدين لأنه صار من الكافرين . انظر كان بهي الصورة رباعي الأجنحة كثير العلم كثير العبادة طاووس الملائكة وأعظمهم , سيد الكروبيين إلى غير ذلك فلم يغن ذلك عنه شيئاً , إن في ذلك لذكرى.
وفي الأثر لما مكر بإبليس بكى جبريل وميكائيل فقال الله لهما : ما يبكيكما قالا ربنا ما أمنا مكرك فقال الله تعالى هكذا كونا لا تأمنا مكري . قال تعالى [ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ] .
وروي أن إبليس قال رب أخرجتني من الجنة لآجل آدم وأنا لا أقدر عليه إلا بتسليطك قال أنت مسلط عليه أي على أولاده لعصمة الأنبياء منه قال زدني قال لا يولد له ولد إلا ولد لك مثلاه قال زدني قال صدورهم مساكن لك تجري فيها مجرى الدم قال زدني قال أجلب عليهم بخيلك ورجلك أي استعن بأعوانك من راكب وماش وشاركهم في الأموال أي بحملهم على كسبها وصرفها في الحرام والأولاد أي بالحث على التوصل إليهم بالسبب المحرم كالوطء في الحيض والإشراك فيهم بتسميتهم بنحو عبد العزى والتضليل بالحمل على الاديان الباطلة والحرف الذميمة والأفعال القبيحة وعدهم المواعيد الباطلة كشفاعة الآلهة والاتكال على كرامة الآباء وتأخير التوبة بطول الأمل وهذا على طريق التهديد كاعملوا ما شئتم فقال آدم يا رب قد سلطته علي فلا أمتنع منه إلا بك قال لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه من الملائكة قال زدني قال الحسنة بعشر أمثالها قال زدني قال أغفر لهم ولا أبالي قال أكتفيت فقال إبليس يا رب جعلت في بني آدم الرسل وأنزلت عليهم الكتب فما رسلي قال الكهان قال فما كتبي قال الوشم قال فما حديثي قال الشعر قال فما مؤذني قال المزمار قال فما مسجدي قال الأسواق قال فما بيتي قال الحمام قال فما طعامي قال الذي لايذكر عليه اسمي قال فما شرابي قال السكر قال فما مصايدي قال النساء انتهى.
(( وقل ربي زدني علماً ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق