وقال صلى الله عليه وسلم :(( أنا زعيم لثلاثة بثلاثة للمكب على الدنيا والحريص عليها والشحيح بها بفقر لا غنى بعده وشغل لا فراغ منه وهم لا فرج معه )). وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أشرف على أهل حمص فقال ألا تستحيون تبنون مالا تسكنون وتأملون مالا تدركون وتجمعون مالا تأكلون إن الذين كانوا قبلكم بنوا شديداً وجمعوا كثيراً وأملوا بعيداً فأصبحت مساكنهم قبوراً وآمالهم غروراً وجمعهم بوراً. وقال علي بن أبي طالب لعمر رضي الله عنهما إذا أردت أن تلقى صاحبيك فارقع قميصك واخصف نعلك واقصر أملك وكُل دون الشبع.
وأوصى آدم عليه السلام أبنه شيث عليه السلام بخمسة أشياء وأمره أن يوصي بها أولاده من بعده أولها قال له قل لأولادك لا تطمئنوا للدنيا فإني اطمأننت بالجنة الباقية فأخرجني الله منها , والثاني قل لهم لا تعملوا بهوى نسائكم فإني عملت بهوى امرأتي وأكلت من الشجرة فلحقتني الندامة , والثالث قل لهم كل عمل تريدونه فانظروا عاقبته فإني لو نظرت عاقبة الأمر لم يصبني ما أصابني , والرابع إذا اضطربت قلوبكم بشيء فاجتنبوه فإني حين أكلت من الشجرة اضطرب قلبي فلم ارجع فلحقني الندم , والخامس استشيروا في الأمور فإني لو شاورت الملائكة لم يصبني ما أصابني. وقال مجاهد قال لي عبدالله بن عمر إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وخذ من حياتك قبل موتك ومن صحتك قبل سقمك فإنك لا تدري ما اسمك غداً.
رقم الحديث: 136
(حديث مرفوع) قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ , بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ لِأَصْحَابِهِ : " أَيُرِيدُ كُلُّكُمْ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ . جَعَلَنَا اللَّهُ تَعَالَى فِدَاءَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " قَصِّرُوا الْأَمَلِ وَاسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّنَا نَسْتَحْيِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى . قَالَ : " لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحَيَاءِ وَلَكِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، أَنْ تَذْكُرُوا الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى وَتَحْفَظُوا الْجَوْفَ وَمَا وَعَى وَالرَّأْسَ وَمَا حَوَى وَمَنْ يَشْتَهِي كَرَامَةَ الْآخِرَةِ يَدَعُ زِينَةَ الدُّنْيَا ، فَهُنَالِكَ يَسْتَحِي الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى حَقَّ الْحَيَاءِ وَبِهَا يُصِيبُ وِلَايَةَ اللَّهِ تَعَالَى " .
وقال صلى الله عليه وسلم :(( أول صلاح هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالبخل والأمل ))[أخرجه أحمد في الزهد، وحسنه الألباني]
وروي عن أم المنذر أنها قالت اطلعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات عشية إلى الناس فقال: أيها الناس أما تستحيون من الله قالوا وما ذاك يا رسول الله قال : ((تجمعون مالا تأكلون وتأملون مالا تدركون وتبنون مالا تسكنون ))أخرجه ابن أبي الدنيا
رقم الحديث: 7(حديث مرفوع) وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : اشْتَرَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَلِيدَةً بِمِائَةِ دِينَارٍ إِلَى شَهْرٍ ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ أُسَامَةَ الْمُشْتَرِي إِلَى شَهْرٍ ؟ إِنَّ أُسَامَةَ لَطَوِيلُ الْأَمَلِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا طَرَفَتْ عَيْنَايَ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ شَفْرَيَّ لَا يَلْتَقِيَانِ حَتَّى يَقْبِضَ اللَّهُ رَوْحِي ، وَلَا رَفَعْتُ طَرْفِي فَظَنَنْتُ أَنِّي وَاضِعُهُ حَتَّى أُقْبَضَ ، وَلَا لَقِمْتُ لُقْمَةً إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أَسِيغُهَا حَتَّى أَغُصَّ بِهَا مِنَ الْمَوْتِ " ، ثُمَّ قَالَ : " يَا بَنِي آدَمَ ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ فَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْمَوْتَى ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ " .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يهريق الماء فيتمسح بالتراب فأقول له يا رسول الله إن الماء منك قريب فيقول: ما يدريني لعلي لا أبلغه.
وقيل بينما عيسى عليه السلام جالس وشيخ يعمل بمسحاة يثير بها الأرض فقال عيسى : اللهم انزع منه الأمل فوضع الشيخ المسحاة واضطعج فلبث ساعة فقال عيسى اللهم اردد عليه الأمل فقام فجعل يعمل فسأله عيسى عليه السلام عن ذلك فقال بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير فألقيت المسحاة واضطجعت ثم قالت لي نفسي والله لا بد لك من عيش ما بقيت فقمت إلى مسحاتي.
(( وقل ربي زدني علماً ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق